قصيدة تعاظمني ذنبي للإمام الشافعي
هذه القصيدة هي اخر قصيدة قالها الامام الشافعي قبل وفاته
إليك إلـه الخلـق أرفـع رغبتــي..... وان كنت ياذا المن والجـود مجرمـــــا
ولما قسا قلبـى وضاقـت مذاهبــى....... جعلت الرجا منـى لعفـوك سلمـــــا
تعاظمنـى ذنبــى فلـمـا قــــرنـتـه.......... بعفوك ربى كان عفـوك أعظمــــا
ومازلت ذا عفو عن الذنب ، لم تزل......... تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـــــــا
ولـولاك مايقـوى بأبليـس عابــــد.......وكيف وقد أغـوى صفيــك آدمــــــا
فيــــا ليت شعري هل أصير لجنـــة..... أهنــا ؟ و أما للسـعيــر فـأنــدمــــا
فلله درّ العــــــــــارف النـــدب أنه... تفيض لفرط الوجـــــــــــد أجفانه دما
يقيـــــم إذا ما الليل مــــد ظـــلامه.... على نفسه من شدة الخـوف مأتمـــا
فصيحـــا إذا ما كــان في ذكر ربّـه.... وفيما سواه في الورى كـان أعجمـــا
و يذكـــر أياما مضت من شبــــابه..... وما كــــــان فيها بالجهالة أجــــرما
فصار قرين الهم طـــول نهــــــاره .... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمــا
يقــول حبيبي أنت ســؤلي و بغيتي.... كفى بك للراجين سـؤلا و مغنــــــما
ألست الـــــذي غــذيتني وهــديتني.... ولا زلــــت منّانــــــا عليّ ومنعـــــما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي .... ويستــــر أوزاري وما قـــد تقــــــدما
تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشـــــــعا.....و لولا الرضا ما كنت يارب منعـــمــا
و إن تعف عني تعف عن متمرد........ ظلوم غشوم قاسي القلب مجــــرمـا
فــــــــإن تنتقم مني فلست بآيس....... و لو أدخلوا نفسي بجـــــــرم جهنـما
فجرمي عظيم من قــــديم وحادث..... و عفوك يأتي العبـــــد أعلى وأجسما
وفـي القلب إشراق المحب بوصله..... إذا قارب البشرى وجــاز الى الحمى
حـواليّ إناس من الله وحــــــــــده ...... يطالعني في ظلمة القبــر أنجـــــما
أصون ودادي أن يدنسه الهوى........... وأحفــــظ عهـــد الحب أن يتثــــلما
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى.... تلاحق خطـــوي نشـــــوة وترنــــــما
و من يعتصم بالله يسلم من الورى..... و من يرجه هيهـــات أن يتنــــــــدما