وجاء يوم الغضب
العراقي المقدس في 25 فبراير
وما نشهده في هذه الايام من تفاعل جماهيري
في عموم محافظات عراقنا الحبيب
مع هذا الموعد والذي تمثل بالمظاهرات
التي اصبحت سمة شبه يوميه للشارع العراقي وباسلوب حضاري
, مع هذا الحراك ظهرت بوادر ايجابيه على صحوة الشارع العراقي
ومشاركة الطبقات الاكاديميه فيه وفي نفس الوقت
فان الشارع العراقي وبسبب تركيبة الاغلبيه منه
لازالت تنتظر موقف المرجعية الدينيه والتي تعتبر جهة الفصل
في تحديد مسار اغلب تلك الجماهير
وبغض النظر عن تمامية او قصور هذا المسار
فان الجماهير تسلم لذلك , ولقد لمسنا ذلك منذ اول ايام
تغيير النظام في العراق حيث كانت هي المشرفه
على بناء الدولة الجديدة من خلال دعمها
لتاسيس الجمعية الوطنيه كذلك دعمها للدستور
والذي اصبح اليوم سبب كل المشاكل كذلك وقوفها
الى جانب الجهات السياسية ذات الاغلبيه وتوجيه
الناس لانتخابها وهذا مما ليس فيه لبس او غبار .
ولعل الملاحظ في ذلك كله ان المرجعية كان لها موقفين
متباينين الاول وهو الظاهر اعلاميا والذي تؤكد من خلاله
على حياديتها تجاه جميع افرقاء السياسيين ووقوفها
الى جانب الشعب وهو ما نسمعه على لسان ممثليها
من وكلاء ومعتمد ين والاخر وهو المبطن والذي يتم ايصاله
لاغلبية الجماهير التي تنظر للمرجعية بعين الاحترام والطاعه
وعن طريق لوب من طلبة الحوزة والمعتمدين
من الدرجة الثنية والذي يكشف توجهاتها
الحقيقيه وهو ما لمسناه في انتخابات 2005 و2010 .
واليوم ومع قرب موعد الغضب العراقي المقدس
في 25 فبراير في بغداد وباقي المحافظات فاننا
ومع الاسف الشديد بدانا نلمس هذا النفس والمتضمن
الموقفين المتباينين للمرجعية فموقف ظاهري
وان لم يعلن تأييده لحركة الجماهير المنكوبه
الا انه سلط الاضواء على فساد الحكومة
ووجوب وضع حد لاستهتارها ولعل اوضح موقف
جاء على لسان معتمدها احمد الصافي في كربلاء
والذي فهمت منه الجماهير الغاضبه على انه تأييد
واذن لها في حركتها ومظاهراتها ولذلك نجد ان هناك
مشاركة واسعه وعامه في جميع المحافظات
.ولكن ومع بداية هذا الاسبوع واتساع نطاق الاحتجاجات
والمظاهرات والتفاعل الجماهيري الواسع استعدادا ليوم الغضب المقدس
بدا تتسرب وجهة النظر المبطنه للمرجعية
وعلى لسان وكلائها ومعتمديها والذين لجات اليهم الجماهير
لمعلرفة موقفها الشرعي حيث اكد اكثر من مصدر
وعلى لسان وكلاء المرجعي هان المرجعية تقف بالضد
من المظاهرات وتعتبرها تحركات للبعثيين والصداميين
والمنحرفين والذين يريدون العودة الى السلطة
وعليه فانه لاتجيز الخروج بل وتحرمه ومن يخرج فانه يعتبر خارجيا ومباح دمه .
ولحد هذه اللحظة فان الكلام هو كلام الوكلاء
ولم يتاكد صحة نسبته للمرجعية وانه نص كلامها ام انه اجتهاد للوكلاء
وبدفع من الاحزاب الحاكمه والتي تريد تثبيط همة المنتفضين .
ولعل من شواهد هذا الكلام هو ما صدر من وكيل المرجعيه
في حي الميلاد في النجف سالم الخفاجي
والذي اكد ان المرجعية تعتبر تلك التحركات هي للبعثيين
والنواصب كذلك ما نقل عن الشيخ السوداني احد وكلائها في بغداد
والذي ينقل نفس الكلام في رفض المرجعية
و كذلك ما نقل عن احد وكلائها في السماوه الشيخ حميد عبدعلي السماوي
والذي ينقل انه تم استدعائه الى النجف الى مكتب المرجعية
بمجرد ورد خبر عن نيته بالمشاركة في تظاهرة لاهالي السماوة
حيثتم ابلاغه ان المرجعية ضد الديمقراطية اصلا ومنها المظاهرات .
وكما تعودنا سابقا فان المرجعية ستلتزم الصمت الظاهري
تجاه تلك الانباء والتي تعتبر بحقيتها تجاوز على كرامة الشعب العراقي
ومحاولة لافشال حركته الهادفه الى ايقاف عجلة الفساد
التي تقودها الجهات السياسية الحاكمة منذ ثمان سنوات .
وهذا بحد ذاته موقف خطير يتهدد الجماهير الغاضبه
وعليه فاننا نحذر من تلك المواقف الازدواجيه
ونطالب بموقف صريح وواضح للجماهير
من قبل المرجعية وعليها ان تعلن موقفها اما مع الجماهير
او مع الحكومة الفاسدة لانه لايوجد خيار ثالث .