كما أعشقك حبيبتي حد الإخلاص , كذلك يعشقني قلمي حد الوفاء , فهو يلازمني أينما ذهبت , وكراستي دائما بجيب سترتي الداخلي , تسجل كل حدث وكل حكاية ورواية , فقلمي يا حبيبتي يعرف أنني ملهم بك وكراستي التي تلملم آهاتي وتنفس عن كربتي كلها شاهدة على أعظم قصة حب بريئة , حبيبتي ... كلاهما يعرف أنني بك مجنون , فهما وحدهما يعرفان سرنا ,وهما فقط شاهدين شرعيين على بداية حبنا ...
وأنا أفتش في كراستي... التي بدأت حواشيها تهترئ من ثقل ما تحمل من ذكريات و آمال , و مآسي وآلام ... ورغم ذلك فتحت لي باب الأمل الذي عوضني مآسي الماضي ...
أوقفتني صورة قديمة لشخص عزيز احترمه كثيرا , فهو يقاسمني سني تقريبا إذ يكبرني بحوالي ثلاثة سنوات والغريب أنه يقاسمني موهبتي في الكتابة والقراءة وحب التحدي و نشترك في حبنا لمساعدتنا الغير دون مآرب , كان يروق لي الجلوس والحديث إليه , فهو إنسان هادئ ومتواضع يميزه حدة نظره في أمور الدنيا , كنت أحب أن أسمع منه كل ما كان يقول , يملك شخصية قوية نادرا ما تصادف مثلها ...
نعم ... فلا تستغرب , أعرف أن مثل هؤلاء عملة نادرة في زمن كثر فيه حب الذات والانا نية الجشعة , لكن صديقي هذا استحق أن ينعت بالعملة النادرة , بمواقفه , وإخلاصه لأصدقائه وقد كنت واحدا من المحظوظين بصداقته ...
يومها تذكرت حكمة قالها في عجالة لكن مدلولها كان وقعه كبير , كنا يومها في نزهة على شاطئ البحر , بينما هو يتأمل زرقة البحر وهدوء أمواجه كنت استرق النظر إليه خلسة احتراما لسكونه ,وتقديرا لإلهامه الذي كنت أشعر مؤانسته له ... فقد تعلمت منه أن السكون والهدوء هما لحضة اتخاذ القرار , فبادرته بالسؤال فيما يفكر , حتى يسترسل في الكلام ويقطع سكون المكان , التفت متوجها بنظره مباشرة بعد ان اعتدل في جلسته ثم تنهد و قال : هل تعلم أن الإنسان إذا أراد تحقيق حلمه عليه أن يتعلم ثلاثة لغات ؟ استغربت إجابته التي ما كنت لأتوقعها , لكن ثقتي به وفي أفكاره وآرائه , جعلتني أتريث العجب لأني كنت أعرف انه سوف يسترسل في الكلام ويأتي بالحجة والبيان , فأردف قاطعا شكي وحيرتي ... قائلا : للحلم ثلاثة لغات , عليك بالصبر في ما بدأت وهذه الأولى , واما الثانية ... التحدي ... أن تتحدى الصعاب بما تخبئه لك الأقدار... أما اللغة الثالثة فهي الشكر لله , فبعد أن صبرت وتحديت عليك بالشكر والحمد فالشكر لله لغة سامية لا يتقنها ويجيدها الا من يشكر نعم الله التي بها أوصلتك الى تحقيق آمالك وطموحاتك ...
حينها فقط تذكرتك حبيبتي انه بعد أن صبرت وبعد ان تحديت , والان وصلت كان عليا ان احمد ربي انه يسر أمري واستجاب لدعائي وتوسلي ...
كنت أمني نفسي بالصبر فهو طريق الامل مهما طال الزمن , وكنت أمني نفسي بتحدي الألم وقهر الأيام فزادا أملي بلقياك لاني أؤمن بطهارة حبي لك , وبعد كل هذا أفلا أشكر نعمة ربي ...
أحبك ... اقل ما اقدمه لك , عربون إخلاص ... أحبك رغم كل ما سيقال ويقال ...
سأبقى مدين لك بوقفتك الجريئة , واعترف امام كل العالم أنك أمراة عظيمة ...