السلام عليكم
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
الى رجال الرجال ... فقط
هنا فـ نحن لا نتحدث عن تلك الذكورة النافشة ريشها
التي تفتح أزرار قمصانها لكي تبدو السلاسل الذهبيّة الضخمة،
و ما فاض من عشب،
و تضع في أصابعها خواتم بأحجار لافتة للنظر؟
و السيجار الفخم التي تُشهر أناقتها و عطرها و موديل سيّارتها و
ماركة جوّالها، كي تشي بفتوحاتها السابقة و تغرينا بالانضمام إلى
قائمة ضحاياها.
ما نريده من الرجال لا يُباع، و لا يُمكن للصين و لا لتايلاند أن تقوم
بتقليده، و إغراق الأسواق ببضاعة رجاليّة تفي بحاجات النساء العربيّات.
ذلك أنّ الشهامة و الشموخ و الفروسيّة و الأنفة و بهاء الوقار و نبل
الخُلق و إغراء التقوى و النخوة، و الإخلاص لامرأة واحدة، و الترفع عن
الأذى، و ستر الأمانة العاطفيّة، و السخاء العشقيّ ، و الاستعداد للذّود
عن شرف الحبيبة بكلّ خليّة و حتى آخر خليّة و مواصلة الوقوف بجانبها حتى
بعد الفراق.
تلك خصال لعمري ليست للبيع. بل إنّ مجرد سردها هنا يدفع للابتسام، و يشعرنا بفداحة خساراتنا و ضآلة ما في حوزتنا.
أين ذهب الرجال ؟ الكلّ يسأل.
اختفاء الرجولة لم يلحق ضررًا بأحلام النساء و مستقبلهنّ فحسب، بل بناموس الكون و بقانون الجاذبيّة.
ما الاحتباس الحراري إلّا احتجاج الكرة الأرضيّة على عدم وجود رجال
يغارون على أنوثتها. لقد سلّموها كما سلّمونا "للعلوج"، فعاثوا فينا و
فيها خرابًا و فسادًا.
ليعقدوا ما شاؤوا من المؤتمرات ضدّ التصحّر و التلوّث و ثقب الأوزون و
الاحتباس الحراري. ليست الأرض مكترثة بما يقولون. هي تدري أنّ الرجولة
لا تتكلّم كثيرًا، لا تحتاج إلّا أن تكون فيستقيم بوجودها ناموس الكون.
الرجولة..
هي التي تؤمن إيمانًا مطلقًا لا يراوده شكّ أنّها وُجدت في هذا العالم لتعطي لا لتؤذي، لتبني و تحبّ و تهب.
الرجولة... في تعريفها الأجمل تختصرها مقولة كاتب فرنسي "
الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسها "..
الرجولة التي تؤمن بأنّ العذاب ليس قدر المحبّين، و لا الدمار ممرًّا
حتميًّا لكلّ حبّ، و لا كلّ امرأة يمكن تعويضها بأخرى، و أنّ النضال من
أجل الفوز بقلب امرأة و الحفاظ عليه مدى العمر هما أكبر قضايا الرجل و
أجملها على الإطلاق. و عليها يتنافس المتنافسون.
يجب على الرجال أن يعتبروا بمصائر الكاذبين و الخونة و المتذاكين و الأنانيّين.
أمّا الرجال الحقيقيّون فأعتذر لهم. أحبّ إثم ذكائهم. فأنا واثقة
أنّهم سينجحون في رشوة النساء بما يملكون من وسائل "رجالية" لا تصمد أمام
إغراءاتها امرأة.
كم من مرّة سنقع في حبّهم بالدوار ذاته، باللهفة إيّاها. غير معنيّات برماد شعرهم و بزحف السنين على ملامحهم.
ليشيخوا مطمئنّين. لا الزمن، لا المرض، لا الموت، سيقتلهم من قلوبنا نحن "النساء النساء".
كيف لحياة واحدة أن تكفي لحبّ رجل واحد ؟
كيف لرجل واحد أن يتكرّر.. أن يتكاثر بعدد رجال الأرض.
أيّها " الرجال الرجال " سنصلي للّه طويلًا كي يملأ بفصيلتكم مجددًا هذا العالم، و أن يساعدنا على نسيان الآخرين !
من كتاب
نسيان com
لـ احلام مستغانمى
م ن ق و ل
لاجل عيونكم